مراجعة الهاتفين Pixel 8 و Pixel 8 Pro من جوجل .. هاتفا التصوير الاحترافيّ وشاشة العرض المميزة

مراجعة الهاتفين Pixel 8 و Pixel 8 Pro من جوجل .. هاتفا التصوير الاحترافيّ وشاشة العرض المميزة

اتجهت هواتف جوجل منذ انطلاقتها نحو عالم التصوير وأولته الاهتمام الأكبر، حتى صارت المنافس الأول للهواتف الرائدة في هذا المجال، ومثالاً يحتذى به في أداء الكاميرا وتزويدها بالتقنيات الأحدث، والمستشعرات الأفضل مع كل جيلٍ جديد لها، وقد اتّبع الهاتفان Pixel 8 وPixel 8 Pro نفس الطريق مضيفين إليها بعض الخطوات الجيدة في الأداء ودقة عرض المحتويات والنظام سهل الاستخدام.

تصميم منسّق وإظهار دقيق

يأتي الهاتفان Pixel 8 و Pixel 8 Pro بهيكل متين وغلاف زجاجي في الخلف، يعلوه شريط فضيّ اللون يتلقط بصمات الأصابع، ويضمّ هذا الشريط ثلاث عدساتٍ للتصوير في الطراز Pro واثنتين فقط في الطراز الأساسيّ Pixel 8، كما يدور حول الهاتف الأخير إطارٌ من الألمنيوم غير اللامع ، بينما يستخدم 8 Pro مادةً قريبةً من السيراميك لطلاء الإطار، ويحتوي كلٌّ من هذين الهاتفين على شاشة Actua OLED بقياس 6.2 إنش في الطراز الأساسيّ و6.7 إنش في شقيقه 8 Pro، حيث تعمل شاشة الهاتف الأول بدقة 1080x 2400 بكسل، مع خياريّ التحديث 60 و120 هرتز، أما عن الشاشة الأكبر في الطراز 8 Pro فتبلغ دقتها 1344 في 2992 بكسل، وتدعم التحديث المتكيّف ما بين 1 و120 هرتز.

كما تميّزت شاشة الطراز Pro عن نظيرتها الأساسية بالسطوع الأعلى، والكثافة الأكبر، ورغم ذلك تبدو كلاهما حادةً ومفصّلة للغاية، مع ألوان حيوية في العموم، وتباين جيد، ونطاق ديناميكي مناسب أيضاً لعرض الصور وقراءة النصوص بشكل مريح.

Pixel 8 Pro
Pixel 8

شرائح جديدة وأداءٌ أفضل

لم تأبه جوجل لاختلاف الحجم بين هاتفيها الأخيرين Pixel 8 و 8 Pro، وعملت على تشغيلهما بنفس الشرائح Tensor G3 مع المعالج المدمج Titan M2 بالإضافة إلى 8 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائية، و 128 أو 256 جيجابايت من ذاكرة التخزين الدائم للطراز الأساسيّ، فيما حصل الهاتف Pro على ذاكرة عشوائية بسعة 12 جيجابايت، وأخرى للتخزين الدائم بسعات تبدأ من 128 جيجابايت وتنتهي بالخيار 1 تيرابايت، وبفضل هذه التجهيزات المادية، يمكن لهاتفي جوجل إنجاز مختلف أنواع المهام  بالسلاسة المطلوبة تماماً من الهواتف الرائدة الحالية، شاملاً ذلك التقاط الصور والتبديل السريع بين الكاميرات، وكذلك تعديل الصور في التطبيق الخاص بنظام أندرويد Google Photos.

أوضاع التصوير والبرامج الأحدث

يعمل هذان الهاتفان بواسطة نظام التشغيل الأحدث Android 14 وتطبيقاته مسبقة التثبيت كالتطبيق الافتراضيّ Google Camera وتطبيق معاينة الصور وتعديلها Google Photos، حيث تدعم هذه التطبيقات خاصية Ultra HDR والتي تساعد بدورها كاميرا الهاتف على تجميع الضوء قدر المستطاع، والتقاط المزيد من التفاصيل لإنتاج الصور ذات الصيغة JPEG، بينما يمكن معاينة هذه اللقطات في تطبيق الصور الافتراضيّ لتظهر بتوهّجٍ أعلى من المعتاد، وتبدو أقرب إلى الواقع وذلك بفضل توافق الميزة Ultra HDR مع التطبيق وشاشة الإظهار أيضاً، ويمكن ملاحظة الفرق في حرارة الألوان عند معاينة الصور ذاتها بواسطة التطبيقات الثانوية التي تفتقر إلى هذه الميزة.

ومن خلال واجهة تطبيق الكاميرا في الهواتف Pixel 8، يمكننا التبديل إلى إحدى نسب التقريب المتاحة، وأوضاع التصوير المتغيّرة، والانتقال أيضاً إلى وضعية تسجيل الفيديو، وفي الهاتف Pro يمكننا الحصول على وضعية التصوير الاحترافيّ بالنقر على أيقونة الإعداد أسفل يمين الشاشة، ليصبح بوسعنا التحكم بأهم المقاييس يدوياً، كسرعة التقاط الصور، والتثبيت البصريّ، وتوازن اللون الأبيض، وغيرها من الإعدادات القابلة للتغيير باستثناء فتحة العدسة، إذ يمكننا اختيار التصوير بالدقة الكاملة 50 ميجا بكسل، بدلاً من الاستخدام الافتراضيّ لتقنية تجميع البكسل وتخزين الصور بدقة 12 ميجا بكسل.

وعند تنشيط الوضع Raw، ستأخذ الكاميرا ثانيةً أو أكثر بقليل حتى تصبح جاهزةً للصورة التالية، ويعني ذلك أنها غير مثاليةٍ للتصوير السريع، كما تواجه الكاميرا في هذه الحال صعوبةً في استعادة الإضاءة، فلا تتمكّن من تحسين التفاصيل، أو البنية العامة للصورة JPG، دون التسبّب في نشر القليل من الضوضاء.

وقد ابتكرت جوجل وضعية التصوير Night Sight لكي تقوم الكاميرا بالتقاط العديد من الإطارات واستخلاص المعلومات منها لتجميعها في إطارٍ واحدٍ يتمتّع بالمزيد من التفاصيل والنطاق الديناميكيّ والتعريض المحسّن، ويمكن إعداد هذه الوضعية لكي يتم تشغيلها تلقائياً في مستوى إضاءة معيّن، أو يمكن تفعيلها يدوياً، لتبدو ألوان الصور حيويةً بالفعل مع السطوع الأفضل، بينما تظهر الأهداف المتحرّكة ضمن الصورة مشوّهة الحواف، وتقوم الكاميرات بتخزين صورةٍ قياسيةٍ للمشهد في معرض الهاتف إلى جانب لقطات Night Sight.

كما يدعم تطبيق الصور Google Photos ميزات الذكاء الاصطناعيّ Magic Eraser وBest Take، حيث تعمل الأولى منهما على محو جميع الأهداف غير المرغوبة داخل الصورة، وتقوم الأخرى Best Take بتحسين الوجوه في لقطات بورتريه، والصور الجماعية، وذلك بالاعتماد على وضعيةٍ أفضل لنفس الوجوه في لقطاتٍ أخرى، وعند معاينة الصور وعرضها في تطبيق Google Photos يقترح علينا التطبيق إزالة الكائنات أو استبدال بعض الوجوه، أو تفعيل كلتا الوظيفتين يدوياً في سبيل تحسين الصور قدر الإمكان.

تفاصيل نظام التصوير الموسّع

يمتلك الهاتفان Pixel 8 كاميرا رئيسيةً بدقة 50 ميجا بكسل، وتعمل بواسطة المستشعر Octa PD من النوع 1/1.31 9.8 x7.4) مم)، حيث يقوم الأخير بالتصوير من فتحة العدسة F1.68، بطولٍ بؤريٍّ يساوي 25 مم، داعماً خاصية التثبيت البصريّ والالكترونيّ للصورة.

ويعتمد الهاتف Pixel 8 في عملية التقريب على اقتصاص الجزء المركزيّ من صورة الكاميرا الأساسية وتصحيح هذا الجزء وتحسينه حاسوبياً، بينما ينتقل الهاتف 8 Pro إلى عدسة التقريب الخاصة tele، ذات الدقة 48 ميجا بكسل، لتقوم بدورها في التصوير عبر فتحة العدسة F2.8، ومن بعدٍ بؤريٍّ يبلغ 112، أي ما يعادل التقريب إلى النسبة x5، إن تطلّب الأمر، فعند الانتقال إلى نسبة التقريب x2 أو البعد 49 مم، يلجأ كلا الهاتفين إلى مستشعر الكاميرا الرئيسية، وعمليات التقريب الرقميّ ليأتي بنتيجةٍ يصعب تفريقها عن الصورة القياسية x1، وابتداءً من نسبة التقريب x3، تباشر كاميرا tele عملها ضمن الهاتف Pro، وتحوّل الطول البؤريّ إلى 75 مم، وتجمع المعلومات والتفاصيل من الإطارات المتعددة التي يتم التقاطها بواسطة الكاميرا الرئيسية وكاميرا التقريب الخاصة، لنحصل في النتيجة على صورٍ غنيةٍ بالتفاصيل، ومستوياتٍ أقلّ من الضوضاء مقارنةً بالصور الافتراضية من الهاتف Pixel 8، وتستمر هذه الحال إلى أن نتجاوز نسبة التقريب x5 ، وعند الوصول إلى النسبة x10 لا تزال الصور قابلةً للاستخدام على مواقع التواصل الاجتماعيّ بينما تقلّ جودتها بشكلٍ ملحوظ مع تعيين النسبة x30 أي ما يعادل 750 مم، وتجدر بنا الإشارة هنا إلى توقّف كاميرا الهاتف الأساسيّ Pixel 8 عند نسبة التقريب x8 وافتقارها إلى مجالات التقريب الأعلى.

ومع تقنيات المعالجة التفرعية للصور من جوجل، تستطيع الكاميرا الرئيسية في هواتف بكسل إنتاج لقطاتٍ مميّزةٍ في غالب الأحوال، حيث التعريض الجيد للمشاهد ذات الإضاءة الوفيرة أو المنخفضة على حدٍّ سواء، فضلاً عن تأمينها الكثير من التفاصيل داخل الإطار، والنطاق الديناميكيّ المحسّن، والذي يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على تفاصيل الأهداف أسفل ضوء النهار الساطع، فتبقى الألوان قريبةً من الواقع، ولا تبهت بفعل الإضاءة الشديدة.

وبالرغم من تساوي الطول البؤريّ (11 مم) للكاميرا فائقة العرض في الهاتفين Pixel 8، إلا أن عدسة الهاتف Pro أعلى دقةً وأسرع في التقاط الصور، حيث تستخدم عدسة الهاتف الأساسيّ مستشعراً أصغر بدقة 12 ميجا بكسل، وتلتقط الصور من الفتحة F2.2 فتجمع القليل من الضوء فقط بالمقارنة مع كاميرا الهاتف Pro ذات الدقة 48 ميجا بكسل، وفتحة العدسة الأسرع F1.95، ويمكن ملاحظة الفروق بين النتائج الجيدة لهذه الكاميرات من خلال تكبير الصور، حيث تأتي كلاهما بالتعريض الجيد، والألوان المناسبة، والنطاق الديناميكيّ الواسع، بينما تختلف جودة الصور عند انخفاض الإضاءة في المكان، فيمكن لكاميرا الهاتف Pro أن تصل إلى المزيد من التفاصيل، متجنّبةً الضوضاء ومظاهر التشويه بشكلٍ أكبر من كاميرا الهاتف الأساسيّ Pixel 8.

وعلى الجهة المقابلة، يتماثل الهاتفان Pixel 8 و 8 Pro بمستشعر الكاميرا الأمامية Dual PD ذي الدقة 10.5 ميجا بكسل، وفتحة العدسة F2.2، بينما تتميّز كاميرا الهاتف Pro عن نظيرتها من الطراز الأساسيّ بدعمها خاصية التركيز التلقائيّ، والتي تساعد الكاميرا على التأقلم مع المسافات المختلفة، والتركيز على الهدف بشكلٍ أكبر من الخلفية على عكس ما يحدث في كاميرا التركيز الثابت ضمن الهاتف Pixel 8، وفي العموم تبدو صور السلفي بكلا الهاتفين مرضيةً للغاية، مع مستويات مناسبة من التعريض ودقة ألوان البشرة والمحيط.

نهايةً، تحتوي كاميرا الهاتف 8 Pro الخلفية على مستشعر لتحديد حرارة الأهداف التي يصادفها عن طريق المسح الضوئيّ للأشياء داخل الصورة.

ومن ناحية الفيديو، يمكن لكاميرا الهواتف Pixel 8 تسجيل 60 إطاراً في الثانية بدقة 4K، بينما يتم افتراضياً تفعيل مجال التدرّج اللونيّ HDR10 وتقليل عدد الإطارات إلى 30 إطاراً في الثانية، وعلى اختلاف عدد الإطارات، تبدو جودة الفيديو في أحسن أحوالها حتى مع انخفاض الإضاءة، كما ظهرت الألوان بحيويتها الكاملة قريبة من الدرجة الطبيعية، ناهيك عن الزخم الكبير للتفاصيل في الفيديوهات ذات الدقة 4K.

وفي حال تفعيل وضعية 60 إطار، ستكون حركة الأهداف داخل الإطار سلسة للغاية، فيما تظهر بعض التأخيرات بين الحين والآخر ويعزى الأمر إلى اهتزاز الكاميرا أثناء التصوير ومحاولتها استعادة التركيز على الهدف، والتقاط الصوت بجودته الأنسب حتى عند تسجيل الفيديوهات الصاخبة، فيبدو الصوت واضحاً جداً، مع تشويه طفيف في بعض المواضع.

ختاماً

أنهت جوجل أعمالها على تصميم الهيكل المتين لهواتفها الذكية خلال العام الماضي وانتقلت هذا العام إلى تطوير وتحسين القطاع البرمجيّ لهذه الهواتف، لا سيما تقنيات الإظهار وعرض المحتويات وغيرها من وسائل معالجة الصور، والفيديوهات وقد وصلت بهذه الجهود إلى منح هواتفها الأخيرة Pixel 8 أحدث تقنيات العرض والسطوع المدروس، والتصوير بالغ الدقة، وكذلك الأداء المتقدّم وفي مجال سعريٍ لا يتجاوز 1000 دولار لأعلى طرازات السلسلة.



Facebook Twitter Copy Link WhatsApp